منظمة إيمان العالمية
تعزيز الحوار • تحدي التطرف • جلب التغيير

رئيس منظمة ايمان يدعو في ذكرى سقوط جدار برلين الى خلق "موجة من التعددية" من اجل كسر الحواجز بين الديانات والثقافات

الخميس, 11 تشرين الثاني 2010 4 المزيد من الصور

في الذكرى الواحدة والعشرين لسقوط جدار برلين وجه معهد الدبلوماسية الثقافية المرموق دعوة الى رئيس منظمة ايمان السيد ريبال الاسد لالقاء كلمة رئيسية عن التعددية ومحاربة التطرف وعن الوضع في الشرق الاوسط في اطار مؤتمر بعنوان "عالم دون جدران".

وتوجه الاسد بكلمته هذه التي القاها في المؤتمر الذي انعقد في 8 تشرين الثاني في برلين الى حضور مميز ضم عدداً من الدبلوماسيين والمثقفين والوجوه السياسية. وشكل المؤتمر مناسبة لشرح اهمية الدبلوماسية الثقافية والقوة المعنوية في بناء السلام ودعم المصالحة.

وقال الاسد في كلمته: "يجب ان نضاعف جهودنا من اجل ترسيخ افكار التعددية والتسامح والتعليم والديمقراطية إذ انها من انبل المفاهيم ومن اكثرها فائدة في مجتمعاتنا، سواء فعلنا ذلك من خلال مؤسسات ناجحة مثل معهد الدبلوماسية الثقافية او من خلال العمل المثمر الذي يقوم به المجلس الثقافي البريطاني في المملكة المتحدة".

كما شدد على ضرورة اللجوء الى الطرق واللغة المناسبتين في محاربة التطرف بقوله: "هناك حقيقية عميقة ومؤلمة محورها ان الفكر الغربي السائد لم يتخطى الوصف الذي اعطاه ادوارد سعيد للاستشراق، والذي بموجبه ترتكز نظرة الغرب الى الشرق على فرضية انه شيء مجهول ومختلف كلياً".

وتابع قائلاً" "هل نستطيع ردم هذه الهوة الثقافية بيننا عندما لا يزال العديد من الغربيين ينظرون الى 'الآخر' لدى التفكير في الشرق الاوسط؟ بعد مرور سنوات على بدء استعمال العبارة لا يزال هناك اشخاص يتكلمون عن مفهوم "صراع الحضارات". بعض الاشخاص يودون اعتبار هذه العبارة وسيلة ذكية للتعبير عن العلاقة بين الغرب والشرق، او لنقُلها بصورة اوضح، كما يفعل البعض، بين الاسلام والمسيحية".

"يجب على الذين يريدون المشاركة في هذه المناقشة استعمال المفردات بصورة مسؤولة لان لها وقع قوي في صراع الافكار. ايها الاصدقاء، ان عبارة 'الحرب على الارهاب' يشوبها الخلل لناحية المفهوم، فهي تشير الى وجود عدو محدد والى انه يمكن دحره بالقوة العسكرية فقط. اذا تحدثنا عن 'عدو' بمعنى اؤلئك الذين يرتدون البزات ويسيرون تحت الرايات، فنحن نرتكب غلطة كبيرة تتمثل في تبسيط الامور، فلا يمكن التقليل من اهمية استعمال المفردات المناسبة في تصنيف الارهاب. على سبيل المثال ان استعمال عبارة الفاشية الاسلامية لا يعني شيئاً بالنسبة الى المسلمين، ويؤدي فقط الى توسيع الهوة بين الغرب والعالم الاسلامي. هذه هي اسطورة صراع الحضارات التي تعيق المشاركة البناءة بين المسلمين وغير المسلمين، لذلك يمكننا القول ان الحضارات لا تتصارع، بل هي تختلف".

"وفيما يسجل الغرب تقدماً بسرعة متنامية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، لا تزال هناك مناطق اخرى في هذا العالم عاجزة كلياً عن اللحاق بهذا التطور. ان العنف باسم الاسلام يخلق لدي نفوراً كبيراً اعجز عن وصفه، ونحن نرتكب خطأً كبيراً اذا صنفنا مثل هذا الاعمال بانها صراع للحضارات. عوضاً عن ذلك علينا ان نستفيد من هذه الفرصة الآن، هنا وفي هذه اللحظة التاريخية من اجل بناء المزيد من الصداقات والعلاقات الودية بين شعوب هذا العالم الذين لا يتخذون من الارهاب والعنف ستاراً يختبئون خلفه".

"من الضروري ان تدعم الحكومات الغربية المسلمين المعتدلين من بين الكتاب والمستثمرين والفلاسفة والناشطين في مجال حقوق الانسان والصحافيين والناشرين والمحررين وقادة المجتمع المدني. الى جانب ذلك يجب ان تصبح الاستراتيجية الغربية في افغانستان لناحية دعم الجهود العسكرية المبذولة هناك بالمزيد من مشاريع التنمية والمساعدات اكثر من اي وقت مضى، ركيزة اساسيةً في الحملة التي يقودها الغرب، وذلك من اجل اضعاف العقيدة المنحرفة التي يعتنقها الاسلاميون المتشددون ومن اجل الحاق الهزيمة بهم في نهاية المطاف".

وختم الاسد كلمته بقوله:

"من الضروري ان نزرع بذور التعددية في كل مدرسة وقرية ودار بلدية وبرلمان ومجلس شيوخ وبلد في العالم. انه من واجب جميع الحاضرين هنا ان يدعموا ويشجعوا تبادل الافكار بحرية، وليس فقط تبادل السلع. يجب ان نرفع الصوت عندما نرى دولاً تكبت الامكانات والآمال لدى شعوبها كما يجب ان نشجع اقتصاد السوق الحر والمدارس الحديثة والشاملة. انطلاقاً من هذه الاسس تنمو التعددية لتعالج التطرف وتفتح العقول وتزيل الحواجز الاقتصادية وتزود الناس بالمعلومات وتشجع على التسامح وتحررنا من آثار الماضي، وانا على يقين بانه بامكانها تحرير الناس من عبء الحاضر".

"نحن مجتمعون هنا في برلين حيث استطاع الشعب الحر اسقاط حائط مدينته. ولكن للأسف هناك العديد من الجدران في هذا العالم بحاجة الى الاسقاط وهي قائمة داخل الديانات وبينها وبين الحضارات. لنجتمع كلنا ولنقل باننا سوف نتكل على تصميمنا وعلى كل ما نملك من تكنولوجيا ودبلوماسية وتعاطف وانسانية من اجل هدم هذه الجدران واطلاق العنان للطاقات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي بفضلها نجتمع اليوم، وذلك من اجل ان تطال فوائدها اولئك الذين لا يشاركوننا حضور هذا المؤتمر. وشكراً."

وبعد هذه الكلمة شارك الاسد في حلقة نقاش عنوانها "عالم دون جدران: حواجز في وجه المساواة والتعايش". وضمت الحلقة السيد ريبال الاسد، رئيس وزراء سلوفينيا السابق يانيز يانسا، وزير خارجية كرواتيا السابق الدكتور ميومير زوزول، النائب البريطاني جورج غالاوي، مدير وأحد مؤسسي المؤسسة العالمية للسلام والابحاث المستقبلية الدكتور يان اوبيرغ، اضافة الى مؤسس ومدير معهد الدبلوماسية الثقافية مارك دونفريد الذي ادار الجلسة. وتركز النقاش على الحواجز التي تعيق المساواة والتعايش لدى الاقليات الاتنية، بما فيها المسلمين المقيمين في البلدان الاوروبية.

وبعد المناقشة أُعطي الاسد شرف اقتراح شرب نخب الحاضرين في حفل العشاء الذي اقيم بمناسبة انعقاد المؤتمر، فقال: "اودّ ان اقترح شرب نخب الروح والمثل العليا اللتين تميزان المؤتمر لعل انقساماتنا تزول، وتغني ثقافاتنا بعضها البعض، ويصبح السلام الينبوع الذي نشرب منه جميعاً". هذا ولاقت هذه التمنيات صدى ايجابياً.

من ناحية اخرى شارك السيد ريبال الاسد نهار الثلاثاء 9 تشرين الثاني في حلقة نقاش عقدت بمناسبة "الذكرى الواحدة والعشرين لسقوط جدار برلين وتأثيره على السياسة العالمية: توقع التطورات الرئيسية في السياسة العالمية خلال العقدين القادمين". وتألفت الحلقة من شخصيات مرموقة مثل السيد ريبال الاسد، ، مدير وأحد مؤسسي المؤسسة العالمية للسلام والابحاث المستقبلية الدكتور يان اوبيرغ، استاذ العلاقات الدولية في جامعة لوفين ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الدكتور لوك ريشلير، اضافة الى وزير الداخلية الافغاني السابق الدكتور احمد جلالي الذي ادار الجلسة. واثناء المناقشات تحدث الاسد مطولاً عن الخطر الذي يشكله المتشددون الاسلاميون في الشرق الاوسط.

كما حضر المؤتمر رئيس وزراء سكوتلاندا السابق اللورد جاك مكونيل، رئيس موزامبيق السابق يواكيم شيسانو، ورئيس الاكوادور السابق الفريدو بالاسيو.

المزيد من المقالات الاخبارية